منتديات قبيلة آل مذحج نیس في الأهواز
منتديات قبيلة آل مذحج نیس في الأهواز
منتديات قبيلة آل مذحج نیس في الأهواز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قبيلة آل مذحج نیس في الأهواز

تعارف .. حب .. إحترام ..حوار .. دردشة .. إصالة .. تراث .. أخلاق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلامة و الأديب الکبير الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عمران النيسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 06/01/2012

العلامة و الأديب الکبير الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عمران النيسي Empty
مُساهمةموضوع: العلامة و الأديب الکبير الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عمران النيسي   العلامة و الأديب الکبير الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عمران النيسي Emptyالأربعاء يناير 11, 2012 9:32 am

الشيخ عبد الحسين بن الشيخ عمران النيسي الحويزي: أديب كبير و شاعر مشهور و علامة واسع الاطلاع، من اسرة نزحت من الحويزة الى النجف ولد في النجف يوم عيدالأضحى سنة 1287 و نشأ بها. كان من نوابغ الأدب وشيوخ القريض مكثراً فيه إلى حد عجيب، شارك في المناسبات الدينية و الاجتماعية، و طارح شعراء عصره وله نتاج ضخم، وكان له إلمام بالرياضيات و الهندسة و الجفر و الرمل و غيرها من العلوم العريبة. و کان ينشدونه الشعر الفارسي وما يتضمن من معاني نادرة فكان بتأمل قليل يصبه في الشعر العربي. ملحمة الشاعر الحويزي التي تربو على الألف بيت و تسمى هذه الملحمة بفريدة البيان في مدح النبي الأعظم و عترته الأطهار عليهم السلام ويقول أحد الأدباء في تعريفها: هذه الملحمة الغراء التي هي منثمن نفائس الأدب العربي ، ونموذج رائع من الشعر القصصي التاريخي. بالإضافة إلى ما له من دواوين قيمة و التي تصل على خمسة عشر ديوانا، وكل ديوان يحتوي على عشرة آلاف بيت من الشعر الراقي. و لا شک ان في موسوعته الشعرية وثائق تاريخية و علوم ادبية. هاجر إلى كربلاء سنة 1335 سنة احتلال الانجليز 1914 م و استوطنها بعدما جنى عليه الدهر و عاكسته الأيام فلم يشْكُ من ذلك بل أوكل أمره إلى الله. توفي في كربلاء 1 محرم سنة 1377 ونقل إلى النجف ودفن بالصحن الشريف بحجرة رقم 52. الشيخ عبدالحسين بن عمران بن حسين بن يوسف بن أحمد آل قمر الليثي الحويزي من قبيلة نيس من عشيرة آل بوقمر ولد في النجف سنة 1287 هـ من اسرة نزحت من الحويزة وآثرت النجف محلا للسكن فانفرد عمران والد الشاعر بتجارة القماش وطفق الوليد ـ عبد الحسين ـ يشق طريقه لاستلهام العلوم عن طريق مشايخ عصره كالسيد ابراهيم الطباطبائي والسيد محمد حسين الكيشوان ، قرأ المقدّمات الأدبية والشرعية على لفيف من أهل الفضل كالسيّد محمّد الصحّاف ولازمه، ثمّ حضر
الأبحاث العالية على الشيخ محمّد هادي الطهراني والشيخ عباس بن عليّ كاشف الغطاء والشيخ عباس المشهدي، وفي الشعر على السيّد إبراهيم الطباطبائي شيخ شعراء عصره.
ولما مات والده عمران اضطر الولد الى اشغال المتجر ليعيش من ورائه ثم اصبح المتجر ندوة ادبية ومنتجعا للادباء ، وشاء القدر أن تمتد يد اللصوص وتسرق ذلك المتجر ذلك مما دعاه أن يترك النجف ويؤثر السكنى في كربلاء عام 1335 (فقضى نصف قرن تقريبا في كربلاء حتى خبت جذوة هذا الاديب الكبير ليلة الجمعة اول محرم الحرام 1377 هـ ترجم له العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء في (الحصون
المنيعة) بقوله : اديب شاعر يحترف الشعر وهو اليوم يمتهن التجارة وله شعر كثير في أهل البيت وغيرهم ، وترجم له البحاثة المعاصر علي الخاقاني في شعراء الغري وقال كانت له اليد في كثير من العلوم كالرياضيات والهندسة والجفر والرمل والكيمياء وله فيها بعض الرسائل والاثار .
مؤلفاته: (1) فريدة البيان في النبيّ والوصيّ(عليهما السلام) ـ شعر ـ ط. (2)
ديوان شعره 1 ـ 2 ـ ط. ديوان النيسى )
وكان في شبابه مثال الاديب الجريء فقد كان يعتد بنفسه واتفق يوما أن قرأت له قصية وكان في المجلس الشاعر اليد جعفر كمال الدين فاستبعد أن تكون من نظم الحويزي لجودتها وأنها من نظم استاذه الطباطبائي ـ كان الحويزي في اوائل العقد الثالث من عمره وكان ممن حضر ذلك المجلس من شيوخ العلم والادب الملا عباس الزيوري ، فقال : امتحنوه ففي الامتحان يكرم المرء أو يهان ، ثم قال للحويزي أنا انظم صدور أبيات وعليك أن تنظم أعجازها واندفع قائلا :
يا قطب دائرة الوجود ومن هو ال****نـبأ الـعظيم ومـن اليه المفزع
انـت ابن عم المصطفى ووصيه****وأبـو بـنيه وسـره الـمستودع
مـا قـام بـيت لـلنبوة مـشرع****الا وانــت لـه عـماد يـرفع
وجـبت ولايـته على أهل السما****والارض ان سمعوا وان لم يسمعوا
فاكبره شيوخ الادب فارتجل الحويزي قائلا :
يستصغر الخصم قدري في لواحظه ونظم شعري كبير منه تبيان
فلسـت اوهى قـوى من نملة نطقت وظل معتبرا منهـا سليـمان
وتعجبك منه تلك البسطة في الجسم مزدانة ببسطة العلم والادب وشيبة نورانية ووجه بشوش ، و كان يجتمع بجماعات من المتأدبين في كربلاء وهم يحسنون الفارسية فكانوا يجتمعون به في الصحن الحسيني الشريف أو في المدرسة الدينية وينشدونه الشعر الفارسي وما يتضمن من معاني نادرة فكان بتأمل قليل يصبه في الشعر العربي ومنه البيتان وقد عربهما عن الفارسية .
كل شيء في عالم الكون أرخى دمعه في الوجود يبكي حسينا
نـزه الله عـن بـكى ، وعلي قـد بكاه ، وكـان لله عيـنا
والحويزي الذي خدم الادب طوال ثمانين عاما لا عجب اذا خلف خلالها خمسة عشر ديوانا ضخما(1) لم تزل مخطوطة سوى ديوانين كتب لهما النشر ، والثاني كله في أهل البيت (ع) وكانا بمثابة العقب حيث مات ولم يعقب أن له ديوانا خاصا من هذه الدواوين جمع فيه التشطير والتخميس ولا شك ان هذه الموسوعة وثائق تاريخية ثمينة يحتاج اليها كل احد وهي جديرة بالتقدير والتثمين مضافا الى البراعة
الشعرية فمن شعره في العرفان قوله:
كـثرت بوحدة ذاتك الاسماء****ولـكل وصف بالهدى سيماء
أنت المؤثر والوجود يرى له****أثــرا أقـمن دلـيله الآلاء
قد كنت كنزا قبل كل حقيقة****غطاه عن مرأى العقول خفاء
ماحجبت أثرا لصنعك ظاهرا****أرض ولا ضمت سناك سماء
يـا حي تنشرعنك أموات البلى****وتـموت فـي ملكوتك الاحياء
خشعت لهيبتك السماء وأرجعت****شـم الـجبال ودكت الارجاء
وأقمت فوق الماء عرشك ثابتا****فـسمت قـوائمه وغيض الماء
وعـنت لقدرتك النفوس مخافة****وانـقادت الـخضراء والغبراء
وعن العقول تجردت لك بالعلى****حـكـم لـهن الـكبرياء رداء
وعلى العوالم نور ذاتك لم يزل****شـيئا ولـيس كـمثله اشـياء
نظرت لحكمتك البصائر فانثنت****حـيرى فـكل بـصيرة عمياء
بـقضاء أمرك كل شيء هالك****ولـنور وجهك في الوجود بقاء
مـتنزه عـن جنس كل مشابه****دحـضت بك الاضداد والاكفاء
يـا باسط الارزاق من يد قدرة****تـجري بـها السراء والضراء
فـيك السما رفعت ولا عمد لها****لـم تـسر في دورانها أرجاء
عرفت بصحتها النفوس وسقمها****انـت الـدواء لها وأنت الداء
يرثي العباس بن علي (ع) :
مـابال دمعك من ذوب الحشا ذرفا****تـبكي لـشرخ شباب عصره سلفا
تـبيض عـيناك حزنا للشباب وكم****ابـقى عـليك ذنوبا سودت صحفا
جـد الـصبابك يـبغي كل مهلكة****حـتى اذا جـزت غايات لها وقفا
وقـرت مـنه بـآثام تـنوء بـها****ثـقلا ويـوم تـناءى قلت وا أسفا
ضيف الشباب مقيما كان في لممي****وقـد أحـس بذكرالشيب فانصرفا
ولى الشباب ووافى الشيب من كثب****فـذا أرى نـاظري وجها وذاك قفا
مـااثبتت شـهوات للصبا همزت****سوء على المرء الا والمشيب نفى
صفو المشيب بياض كالصباح زها****جـلا سـواد شباب قد دجى سدفا
تـقوى نشاطا من التقوى عليه متى****ألـم والـجسم مـن أعـبائه نحفا
فـان اردت بـأن تـلقى الاله ولا****ذنـبا عـليك لـه قد كنت مقترفا
اسـمع بأم القرى بابن الصفا فقرا****مـن نعيها للملا كاس الحمام صفا
سـليل حـيدرمن أم الـبنين نـشا****شـبلا لـمنهج ضرغام العرين قفا
تـبسمت بـيد العباس بيض ظبى****بـكت بها الحرب حتى دمعها وكفا
نـادى أنـا ابن علي الطهر حيدرة****والـموت احـجم لما صوته عرفا
دنـا لـخفق لـواء الـعز في يده****وبـالفرار خـفوقا جـاشه رجـفا
تـوسط الـحرب والابطال ناكصة****فـدق بالطعن من شوك القنا طرفا
سـنانه اهـتز لـلاشباح مـختلسا****وسـيفه اسـتل لـلارواح مختطفا
والـنقع يستافه في الكر غض صبا****بـأنفه والـردى فـي موره عصفا
وخـال سـود الـمنايا في نواظره****بـيضا فـهام بـها من حبه شغفا
بـكفه الـسيف عـار سـافحا عـلقا****فـي مـوكب ظـل بالارهاج ملتحفا
فـنـاجزته الـعدا مـرضى قـلوبهم****فـحكم الـسيف فـيهم فاستحال شفا
وقـال مـذ وكـف الطعن الدراك دما****لـلسمر ريب الردى حسبي به وكفى
لا أرهـب الـموت في يوم اللقاء ولا****أهـاب ان طمحت عين الردى صلفا
نـحا الـشريعة والاجـال مـشرعة****زرق الـرماح وفيها الحتف قد زحفا
حـتى ازال صـناديد الـوغى فـرقا****عـن الـفرات وجـاب النقع فانكشفا
فـخاض فـي غـمرات الماء سابحه****ولـلروى مـد مـنه الـكف مغترفا
ومـذ تـذكر مـن قلب الحسين ظما****عـاف الـمعين ومـنه قط ما ارتشفا
وغـرفـة قـد رمـاها مـن أنـامله****شـادت لـه بـفراديس الـعلى غرفا
فـانصاع والـعلم الـخفاق مـنتشرا****بـكفه والـسقا مـنه اعـتلى كـتفا
فـا سـتقبلته هـوادي الـخيل طالعة****مـثل الـنسور عـليه سـربها عكفا
فـقام يـحصد حـصد الزرع انفسها****بـمرهف لـجنى اعـمارها اقـتطفا
فـصير الارض بـحرا بـالدماء فذا****بـلجه راسـبا اضـحى وذاك طـفا
حـتـى اذا دك لـلاجـال شـاهقها****بـبـأسه ولاطــواد الـردي نـسفا
بـترت يـمينا لـها الاقـدار باسطة****يـمنى بـه كـل من فوق الثرى حلفا
ومـنه جـذت يـسار الـيسر حاسمة****حـوادث مـا درت عـدلا ولا نصفا
مـن هـاشم بدر تم في الصعيد هوى****لـقى بـضرب عـمود هـامه خسفا
لـم أنـسه عـندما نـادى ابن والده****ادرك اخـاك ومنه الصوت قد ضعفا
فـجـاءه الـسبط والامـاق سـافحة****دمـعا ومـنه عـليه قـلبه انـعطفا
وخـر مـن سـرجه للارض منحنيا****عـليه نـونا بـقد لـم يـزل الـفا
يـقول والـوجد رهـن في جوانحه****والـدمع مـنه عـلى الاجفان قد وقفا
اخـي اضـحت بـك العلياء عاطلة****وكــان فـعلك فـي آذانـها شـنفا
اضـحى بـفقدك سـيف الحق منثلما****وظـل بـعدك لـدن الـعدل منقصفا
هـذعليك دواعـي الـدين صـارخة****والـمجد فـي كـل نـاد معولا هتفا
فـتى عـليه الـعلى جزت غدائرها****وقـلبها هـاج مـن حر الجوى لهفا
سـل سـلة الـبيض عنه فهي شاهدة****ان الـشـهادة زادت قــدرة شـرفا
قـد بـاع فـي الله نـفسا منه غالية****دون الـحسين اقـيمت لـلردى هدفا
فـي لـجة القدس كانت خير جوهرة****ايدي الهدى نشرت عن ضوئها الصدفا
لـهفي لـزينب لـما اخبرت فزعت****ان ابـن والـدها نـصب المنون عفا
دعـت عـلى مـفرق الدنيا العفا بأخ****بـه انـمحى الصبر مني والسلو عفا
يـهنيك ان سـلبت عني العدا ضغنا****بـردا وتـلبس بـردا لـلعلى تـرفا
مـن بـعد فـقدك يـرعانا بـناظره****ولـلـضعائن يـبـدي ذمـة ووفـا
ويـوم مـرت عـليه وهومنجدل****عـليه ثـوب لـخفاق النسيم ضفا
نـادته والـعين عبرى تستهل دما****مـن الـشجى فـيه لما ماؤها نزفا
اما ترى الغل ادمى في السبا عنقي****وسوط زجر بمتني في الوجيف هفا
أعرضت عنا وقد كنت الرؤوف بنا****حـاشا نرى فيك من بعد الوداد جفا
لـئن مضيت وفيك الفضل مكرمة****فالله يـبقي لـنا صون العلى خلفا
يـاابن الـوصي ثنائي صغته ذهبا****مـخلصا لـيس يدري سبكه الزيفا
ارجـوالشفاعة لي يوم الجزاء وكم****بـها اله السما عمن عصاه عفا
قال مادحا الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) :
بك أرض سامراء أشرق نورها **** فمحت دجاها بالسنا المتوقد
وعلت بهيكلك الشريعة مسندا **** والسمك يعلو بارتفاع الأعمد
ونزلت كالبيت العتيق مكانة **** زينتها في نائل متجدد
ملحمة الشاعر الحويزي والتي تربو على الألف بيت و تسمى هذه الملحمة بفريدة البيان في مدح النبي الأعظم وعترته الأطهار عليهم السلام بالإضافة إلى ما له من دواوين قيمة و التي تربو على خمسة عشر ديوانا ، وكل ديوان يحتوي على عشرة آلاف بيت من الشعر الراقي. ويقول أحد الأدباء في تعريفها: هذه الملحمة الغراء التي هي من أثمن نفائس الأدب العربي ، ونموذج رائع من الشعر القصصي التاريخي. ويبدأ قبل الدخول في الغرض المقصود ، بوصف الإبل وسيرها ، والصحراء ورياحها ، والهوادج التي تحملها الإبل ، والحور الحسان اللواتي تقلهن الهوادج ، فينصرف إلى التغزل بهن على عادة الشعراء القدماء ، ثم يلج البحث فيشرع بحياة النبي - صلى الله عليه وآله - وسيرته وصفاته وكراماته ، ثم مبعثه ورسالته وحروبه ومغازيه ، وينتهي بمدح أمير المؤمنين - عليه السلام - وفضله وبطولته وعلمه ، وما ورد في حقه - صلوات الله عليه - فيستعرض الحوادث التاريخية ويعلق عليها ، ويوفيها حقها ويختم القصيدة بشهادته - عليه السلام – و مدفنه المقدس.
لمن العيس في البطاح براها **** مثل بري القداح جذب براها
حائرات كأنها سرب طير ****حسبت لجة السراب مياها
وبها الآل في المفاوز والقفر **** رياض تنشقت رياها
ترتعي جمرة الهجير غذاء **** فيقيها عن جوعها وظماها
سبقت أربع الرياح بمجرى **** أربع وارتمت قصي نواها
شمأل الريح بكرة والنعامى **** وعشيا جنوبها وصباها
ونواصي الآكام في كل نص **** من سراها طي الفلاة فلاها
يعملات شقت بطون المواني **** جائبات بطاحها ورياها
ساقها للورود رجع حنين **** من مشوق حيث الزفير حداها
قد أقلت هوادجا زينتها **** من غوان النقى وجوه مياها
مرحا تنثني وتهوي مراحا **** بثرى وجرة ففاقت ظباها
صرعتنا عيون عين كعاب **** أو سعت طعنة القنا نجلاها
وأرى أضعف الجفون فتورا **** حين ترمي حب الحشا أقواها
إن يسالم لجيرة الحي قلبي **** فلحرب الهوى هوى سلماها
وأزج الحواجب استل بيضا **** بزفيها من مهجتي سوداها
وتحلت طلا وزفت خدودا **** صانع الحسن عسجد قد طلاها
وأسالت دمي بخد أسيل **** فوقه النار مهجتي تصلاها
بالهوى قد تعذر الصبر مني **** ما رعتني من الدمى عذراها
كسرت جفنها لتدرك فتحا **** من قلوب العشاق في مغزاها
مقطف من خدودها الورد لكن **** مخطف بالورود ذعرا حشاها
طوقها يخجل الهلال ويزري **** بالثريا مهما بدت قرطاها
الفصل الثاني في التخلص إلى المدح ويشرع بمدح خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وآله وسلم –
ذاك من أعطي الرسالة قبل **** الكون والرسل لم تكن تعطاها
وبه اختصت النبوة حقا **** وعلى الكائنات عم ولاها
علمه أدرك العوالم حتى **** جاز من بدئها إلى منتهاها
وجرى بحر عفوه الغمر سيلا **** فجلى عن بني الليالي غثاها
( وعلى الممكنات شرفه الله **** و من فيض لطفه أنشأها )
علم باسمه الملائك قدما **** علم الله آدما أسماها
سجدت مذ رأت له نيرات **** شع في وجه آدم لألاها
قد سرت باسمه سفينة نوح **** ومن الموج إذ طمى أنجاها
وسلاما على الخليل وبردا **** نار نمرود سره سواها ( 30 )
وسعت في يمين موسى عصاه **** حية كل ساحر يخشاها
واستعاد المسيح نفخة إذن **** منه يحيط من الورى موناها
وزكت نفس يوسف في ولاه **** حيث من كل ريبة براها
وبه يونس من الحوت أنجته **** يقينا ولاية قد نواها
وسليمان نال خاتم حكم **** من يدي خاتم النبيين طه
أنبأت باسمه من الغيب صحف **** صدق الكون بالهدى أنباها
وبلا هوت هيكل قد تبدى **** والمعاني المقدسات ارتداها
وطوى سره العوالم طرا **** وحوته العلى برادى طواها
وعلى الطور نوره لاح ليلا **** وسناه جلا ذرى سيناها
وبه روضة النبوة فاحت **** عشق الروح روحها فاجتلاها
أجمل العلم في جوارح جسم **** فصلت حكمة الهدى أعضاها
غبطت مجده النجوم السواري **** وبمعناه وفقت مسراها
لو بدى بالسنا محياه يخفى **** منه في أبرج السما نيراها
كل أسمائه توسمن حسنا **** زان من مكرماتها حسناها
يده بيضت من البيض وجها **** إن خير الأيدي ترى بيضاها
سيد عصمة الورى فيه خصت **** أمسك المرسلون حبل ولاها
حملته يمنى النبوة أعباءا **** ثقالا وألبسته عباها
تخضع الإنس والملائك والجن **** لعليائه وتلوي طلاها
كم له فصلت أحاديث فضل **** سالف الدهر للقرون رواها
صدقت كل أمة بعلاه **** حيث كانت رواتها أنبياها
كان من قبل خلق آدم نورا **** ظلم الشك في اليقين محاها
الفصل الثالث في مدح الصديقة فاطمة الزهراء - عليها السلام –
مثل زهر النجوم أفعاله الغر **** أضاء وبنته زهراها
فاطم بنت أحمد سادت الخلق **** جميعا رجالها ونساها
لم نل مريم وآسية الزهراء **** ولا سارة ولا حواها
( 55 ) ذكر الله قائلا مرج البحرين **** لكن بذكره قدعناها صاغها
من سبائك المجد تبرا **** خالصا يوم صنعه صفاها
هي صديقة الخليقة جمعا **** ببهاه الجليل فضلا حباها
وهي تدعى شفيعة الخلق في الحشر****و ما في الملا شفيع سواها
رحمة للأنام باللطف جاءت **** أبعد الله كل من آذاها
يغضب الله حين تغضبها الخلق **** ويرضى عن خلقه لرضاها
بضعة من فؤاد خير البرايا **** وقد اشتق من حشاه حشاها
واجتبى أمها خديجة زوجا **** بذلت للهدى جميع ثراها
أول المؤمنات بالله كانت **** وبحفظ النبي طال عناها
تلك للمؤمنين أرأف أم **** عنهم كل فتنة تأباها ( 65 )
إن عين النبي أكرم عين **** لم تكرم لأجلها عيناها
يوم وافت بالوعظ تزجر قوما **** تركت رشدها ووافت هواها
أنبتت في الكتاب حقا مبينا **** والأباطيل حكمه قد نفاها
فدك في حياة أحمد أعطته **** يمين الهدى إلى قرباها
هل إلى الأنبياء أنزل حكم **** إرثها لا يكون في أبناها
أو كان الرسول يبغي إلها **** واحدا والبتول تبغي إلها
أم درت مالها من الفرض لكن **** طمع النفس بالمنى مناها
أم ترى أشكلت عليها الأحاديث**** وفيما ادعته كان اشتباها
وعلي لا يعرف الحكم لما **** عاجلته شهادة أداها
جر فيها لقرصه النار والسبطان**** كانا بالحق من شهداها
ثم قالوا بأم أيمن لم تفصح **** بيانا مميزا عجماها
ضيعت عهد أحمد في بنيه **** وغرور الشيطان قد أغراها
أوصت الطهر لا يصلي عليها **** أحد منهم ليوم فناها
وعلي في الأرض لما توارت **** تربة القبر عنهم عفاها
لم تراعى البتول وهي من العصمة **** فيهم بقية أبقاها
الى اخر القصيدة
و للفاضل الأديب الطائر الصيت الشيخ عبد الحسين الحويزي قصیدة أولها :
توارى محيا الشمس منك بحاجب **** حياء وخوف الفتك من قوس حاجب
إشارة إلى رواية مدسوسة وضعها أعداء الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام - في ذم والده شيخ الأباطح ، من أنه في ضحضاع من نار يغلي دماغه ، ويرد على هذه الفرية الإمام الخامس باقر العلوم - عليه السلام - كما يحدثنا ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج 3 ص 311 سئل عما يقول الناس أن أبا طالب . . . فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح
إيمانه . . . ويقول ابن الأثير في ( جامع الأصول ) عند ذكر أعمام النبي - صلى الله عليه وآله - : ما أسلم منهم غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت .
يشير شاعرنا الكبير إلى أروع صورة يرويها لنا التاريخ عن الايثار التي كانت متمثلة في الإمام أمير المؤمنين علي - عليه السلام - حين مبيته على فراش رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليلة هجرته ، يفديه بنفسه ، ويقيه بمهجته ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل : إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كل واحد منهما الحياة وأحباها ، فأوحى الله - عز وجل - إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين محمد ، فبات علي فراشه يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه . فكان جبرئيل وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل يقول : بخ بخ ، من مثلك يا بن أبي طالب ، والله يباهي بك الملائكة ، فأنزل الله في علي - عليه السلام - : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) [ سورة البقرة الآية 207 ] كما حدث بها الغزالي في كتابه ( إحياء العلوم ) وغيره
المصادر:
ادب الطف ـ الجزء العاشر - موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري
- ج 14 - ص 480 – 481 - مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 12 - ص 24 – 32 -
الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 16 - ص 222 - 223


( منقوووول من موقع أدبنا )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madhaj.ahlamontada.com
 
العلامة و الأديب الکبير الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عمران النيسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قبيلة آل مذحج نیس في الأهواز :: أدباء و مشاهير مذحج ألمعاصرين-
انتقل الى: